محرك بحث المدونة

الاثنين

من سلسلة (كيف أكون)
التحول إلى قائد ( 2- التوجه والتوجيه )
أنظر إلى هذا اليوم !
أنه الحياة جوهر الحياة
فى ساعاته تكمن حقيقة وجودك
معجزة النمو ، ومجد العمل ، وروعة التحويل
فالأمس ليس إلا حلما ، والغد ليس إلا خيالا
أما اليوم أذا عشناه كما ينبغى ، فإنه يجعل من الأمس حلما سعيدا ، ويجعل من الغد خيالا حافلا بالأمل .
أبيات كتبها الشاعر الهندى الشهير "كاليداسا"
يشرح فيها بشاعرية أهمية تغيير نظرتك للأشياء وللأحداث وبالتالى لنفسك المتكونة من تلك الأحداث التى حدثت لك ، فإن أردت التغير والتحول فعلا فأولا لابد من التغير الداخلى الخارجى (من الداخل لماهو بالخارج) حتى يتم التغيير الخارجى الداخلى . منذ خمسة الأف سنة قبل الميلاد قال الفيلسوف الأغريقى "هرقليط" :
( إن كل شئ يتغير ، إلا قانون التغير أنك لاتنزل النهر نفسه مرتين ، فالنهر يتغير كل ثانية ، وكذلك الرجل الذى ينزله )
فإذا كان قانون الحياة الأساس هو التغير ألا يمكنك أنت أن تتغير، بالطبع أنت وأنا والجميع يتغير، يمكننا جميعا التحول إلى مانريد ، سوف يكون هذا الكلام فى إطار التحفيز أو التحميس إذا ماتوقف عند تلك المرحلة ، ولكن يمكنك التحول إلى قائد أو تحويل طفلك إلى القيادة ولكن ... قبلا يجب أن نحدد عنصر هام وخطير يغفل عنه الجميع !؟!  
أضاف "ألبرت أينشتين" – من خلال النظرية النسبية - بُعد جديد لأبعاد الحياة كان يغفل عنه الجميع قبله وهو (الزمن) فأصبحت الأبعاد أربعة (الطول - العرض - الإرتفاع - الزمن) ، ولكن البعد الخامس غاية فى الأهمية والتأثير ، ورغم ذلك يغفل الجميع حتى الأن ، وهذا البُعد الهام الخطيرهو (الأتجاه) .

إذا كانت لديك جميع الأحداثيات الأربعة السابقة لمسيرة ما دون أن تحدد الإتجاه فلأى مكان ستصل ؟

ولذا نجد كثير من الناس ينظم أولوياته ويُعد وسائله ولكنه فى النهاية يفاجئ نفسه بإنه قد وصل . ولكن إلى أخر ماكان يريد أن يصل إليه .
وأذا لم يكن عنصر الأتجاه هام فلتصلى أذا بإى وجهة تريد بعد الأن ، فالمولى عز وجل بالتوجه إلى القبلة يحدد لنا أهمية عنصر الأتجاه فى حياتنا .
إذا ماكنت تريد التحول أو تحويله إلى القيادة لمجرد حلم السلطة أو التسلط و أعطاء الأوامر أو الأحساس القبلى لفكرة التفوق على الأخر، فأنت فى الأتجاه المضلل والذى يبدو أنه مساراً صحيحاً  .
وسوف نرى ذلك عندما نتحدث عن أنواع القيادة ، عند تلك المرحلة سوف تتعرف على أنواع من القيادة هى الأعظم والأصعب ليس بها أى نوع من أنواع التسلط أو حتى أعطاء الأوامر بأى شكل من الأشكال ورغم ذلك يحدث التأثير العميق الهادئ . ومن هنا سوف يكون لدينا تعريف للقيادة هادئ وسلس عن جميع التعريفات التى توحى بأن القائد لابد وأن يتفوق على بقية البشر الذى يقودهم أو يرتقى تل ويستمع له الجميع .
 وهنا أتذكر موقف  لرجل الأعمال الأمريكي الشهير"هنري فورد" ، أول من طور صناعة السيارات في العالم، فكان للتطور الذي أحدثه "فورد" أكبر الأثر على المشهد فى القرن العشرين

 فلم تعد السيارات حكرا على الأغنياء، لكنها أصبحت فى متناول العمال والطبقة المتوسطة ، وفى أحد الأيام كان فى زيارة أحد مصانعه ووجد عامل (واحد ضمن أكثر من مائة ألف عامل) كان العامل يدخن سيجارة أسفل يافطة (ممنوع التدخين) ، وفي نفس الوقت كان يقوم "فورد" بإعطاء العمال 5 دولارات إضافية يوميا فوق أجورهم كوسيلة للتحفيز وللحفاظ على الولاء والألتزام .
ماذا فعل فورد فى هذا الموقف ؟  
توجه الرجل إلى العامل ولم يقدم له جزا أو خصم أو تعنيف أو حتى لامه ولكن قدم له أحد سجائره الفاخرة وقال ( ولكن أرجو أن تشعلها فى مكان أكثر أمانا عن هنا) قد يكون "فورد" خسر أحدى سجائرة الغالية الفاخرة ولكنه فى المقابل كسب ولاء وحب أحد عماله بل جميع عماله ، نحن نتحدث عن رجل ولد 30 يوليو1863 ، وعلى ما أعتقد أن لولا ذلك العامل ما وصلت تلك القصة لنا الأن فهو ببساطة من روى تلك القصة لزملائه بالمصنع ، فلاأعتقد أن "فورد" فى خضم هذا النجاح والأنشغال كان لديه الوقت ليروى ذلك الموقف لأحد .
لقراءة المقالة السابقة
من سلسلة (كيف أكون) التحول إلى قائد (1-المقدمة)
----------------------------------------------
وسوف نتعرف حصريا على نظرية " الأشكال الهندسية " المبتكرة لتصنيف أنواع الفعل وتأثير التوجه ، كما سوف نتعرف على نظرية " المكعب روبيك" بعد التعرف على علم "الطبقات البشرية"  ومنه نعرف كذلك أنواع الذات الأنسانية والفارق الهام مابين الشخصية الطبع وأنواع الطباع والشخصيات التخطيط الساحر النسبى المتوازن .

  

حسن صلاح حجازى المدرب الدولى للتنمية البشرية وأكتشاف المواهب والخبير التربوى مخترع العديد من الإبتكارات التربوية والمستشار التربوى بجمعية بنك الأفكار وللتواصل hassansalah73@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى
hassansalah73@yahoo.com